شهيد الغرام من شعر محمود توفيق

فى ذكرى الكاتب الفنان: سعد مكاوى

شهيد الغرام (1)


أيــا  صاحبى ..  مَـرَّ عامٌ .. فعــــــــامْ ..      وجُرحُ   الأسى   ساهِرٌ  لاينـــــــامْ
فمـازالَ  فى  العين  سَيْبُ  الدمــــــوعِ ..     ومازالَ  فى  القلبِ  وقعُ  السِهـــــام
وكيــف  السُلُــــــوُّ ...  ومـا  بيننـــــــا ..     أواصِـرُ  لا  يَعتريهــا  انفصــــــــام
وعهــــــدُ  صَداقَتِنــــا  والإخـــــــــاء ..     وروضُ    مَحَبَّتِنـــــا   والوئـــــــــام
حَفِظنـاهُ  من  طَعَنــاتِ  الجُحــــــــود ..     وصُنّــاهُ  من  كَبواتِ  الخِصـــــــــام
ووجــدٌ  بمصــــرَ   شَقِينــــــــــا  بــهِ ..     وعِشْـقٌ  تَغَلْغَــلَ  حتى  العِظـــــــــام
حَملناهُ  فــــــوقَ  نزيفِ  الجـــــــراحِ ..     وخُضْنـا  به  غَمَـــراِتِ  الظــــــــلام
فإن  كُنتَ  أدمـنت  خَمَر  الأَســــــــىَ ..     إلى  أنْ  تجَرَّعتَ  كأسَ  الحِمـــــــام
فما  عِشْتَ  إلا  سجينَ  العفــــــــــافِ ..     وما  مِــتَّ  إلا  شهيدَ  الغـــــــــــرام
       ..    
ويـا  صَاحِبى  فلتَنَــمْ  فى  ســـــــــلامٍ ..    كما  كان  قلبُكَ  يهـوى  الســـــــــلام
يَحُفُّ  بمثـــواكَ  زهـرُ  الحقــــــــولِ ..     وتأوى   إليه   وفــودُ   الحَمــــــــــام
على  رَبوهٍ  يصطفيهــا  السكـــــــونُ ..     وتحنو  عليها   ظِـــلالُ  الغمـــــــــام
تُبادِرُها  الشَمسُ  عِندَ  الشـــــــروقِ ..      ويَغْمُرهــا  البَدْرُ  عِند  التمــــــــــــام
وقفتُ  بها  فى  ضِرامِ  الغُــــــروب ..      وفى  مُهجتى  لوعَةٌ   كالضِــــــــرام
أناجيكَ  فى  لحَظَـــــــاَتِ  الـــــوداعِ ..     وأبكيــكَ  من  قَلبىَّ  المُستَهــــــــــــام
فيبــــدو  خيالُــك  فى  ناظـــــــــرىَّ ..     كعهدكَ  فى  الحادثاتِ  الجِســـــــــــام
يُطالعنى  من  خِــلالِ  الدمـــــــــوع ..     ذكىَّ  الملامحِ  ... عَــذبَ  الكــــــــلام
كأنـك  مازِلــــــتَ   مِلئَ  الحيــــــاةِ ..     وفوقَ  المماتِ  ...  وفوقَ  السِقـــــــام
       ...   
ويـا  سعــدُ  إن  فَرَّقتْنَـا  الَمنــــــونُ ..     فما  طابَ  لى  بعدَ  ذاكَ  المُقــــــــــام
ولاغابَ  عن  خاطــرى  لحظــــــةً ..     خيالُـك ... فى  يَقْظَـةٍ  أو  مَنــــــــــام!
يُحُدِّثُنـى  عَنــكَ   مَــرُّ  النسيـــــــــم ..     وقَطْرُ النَـدى ..  وهَديلُ  اليمـــــــــــام
وألقــــاكَ  فى  كُلِّ  لفـظٍ  جَميـــــــلٍ ..      وفى  كلِّ  مّعنَىً  رفيــــعِ  المقـــــــام
وحيثُ  لقَيِــتُ  عَفـــــاف  الضميــر ..     وحيثُ  لَقيـتُ  السجايــا  العظـــــــام!
فَنَمْ   وادِعاً   فى  رحـابِ  الغَفــــورِ ..     على  رَفرفٍ  لم  يَطأهــــا  الأنـــــــام
تُكَفكِــفُ  عَنــكَ  جــــراحَ   الأســى ..     كواعبُ  مَقصورةٌ   فى  الخِيـــــــــام
فهيهــاتَ  يبلـــغُ   مِنــكَ  الجُحــودُ ..       وهَيهــاتَ  يرقى  إليكَ  المَــــــــــلام!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 (1)  ديوان: قصائد فى الحب والحزن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق